حلم ولقاء

حلم ولقاء



كل العشاق مجانين، يتمنون أن يكون لهم عالم آخر يستطيعون من خلاله فهم أفكار محبوباتهم لكي يتمكنوا من دخول قلوبهن الموصدة بأشد الأقفال إغلاقاً.

استطاع بقوة آلهة العشق العظيمة تحطيم الحواجز التي كانت تعيق جاسوس أفكاره من التجسس على مستودع أفكار روحها، والتي كانت تحجب فكرها عنه كغيمة سوداء تعيق تقدم الشمس بخيوطها الذهبية.

ولكن مع الحواجز التي دمرها بتلك القوة، لم تستطع لا هي ولا غيرها من القوى تحطيم الحاجز الآخر وهو: خجله من طلب السماح لقلب بدخول قلبها المحمي بسور تتفنن بصنع مواده المؤلفة من حرفين هما: لا.

هو شاب كبقية الشباب عاشق، حالم، صبور وهادئ، كان يحبها........ كان يعشقها............. استغنى لها عن خياله وملكها إياه لتنسج فيه على هواها.

ولكن لم يستطع إخبارها.... فهو خجول وهذه علته، فقد منعه هذا الخجل من تحقيق حلمه. كان يحلم، وما أجمله من حلم، حلم بحكاية أحبها وعاش لكي يراها تتحقق، حلم بأنهما عاشقان يحبان بعضهما لأسمى درجات المحبة، لأرفع مستوى من الوله......

لقد تكون عالمهما من بعض الأشياء: هو وهي وقليل من الأشجار والورود والفراشات ، وكثير من الخيال لا يمكن لأي شخص تكهنه....

وبعد خمس سنين من الحلم، كاد هذا الحلم أن يتحقق في إحدى الطرق الخالية حين رآها وحيدة ....نظر إليها نظرة المتيم الولهان، فاستجمع قواه وتوجه نحوها وهو في منتهى الرهبة... اقترب منها وقال: أحبك....... خمس سنين قضيت في هواك وأنا أآخي العذاب..... فاشفقي علي ... وخلصيني .... أحبك.. أحبك.

سكنت لحظة وتبدلت ملامح وجهها الذي كان يستحال تفسيره، وذهبت دون أن تنطق بكلمة واحدة.... ذهبت دون أن تهمس بحرف واحد، تاركة خلفها قلباً فني بعشقها... قلباً اعتصر حزناً وتفجر دماً وبكى مراراً وقضى حباً وعشقاً.... ذهبت تاركة عيوناً جمدت، ثم التمعت فيها دموع سارت على وجنتين نضرتين وأكملت طريقها إلى الأرض فتفجرت أسى.... ذهبت ناسية خلفها جسداً زجاجياً كان سينعم بروح لكنه انكسر، قلباً ولد الآن ثم احتضر...





فجأة، وبعد دحرجة بطيئة للزمن، شعر بشيء ناعم أشبه بنسمات الربيع يدغدغ خده ويمسح عنه الدموع، ويدنو من وجهه ويهمس في أذنه : أحبــــــــــــــك.... أجل ...أجل... أحبـــــك.

ارتسمت على شفتيه بسمة اختزلت فرح الدنيا كلها، وضمت سعادة قلبه الذي حلم بهذه الفرحة منذ زمن بعيد.

بالفعل لقد عادت من أحبها. شعرت بحبه فرجعت. أحست بصدق مشاعره فأبت إلا أن تعود.

قالت له: أمسك يدي يا حبيبي ودعنا نذهب بعيداً نحو الأفق... دعنا نطير إلى الشفق... دعنا نكتشف أسرار الحياة سوية... دعنا نحلق بأجنحة النور في جنبات الخيال............

هيا يا حبيبي خذني معك إلى المكان الذي نعيش فيه وحدنا: أنا وأنت وقليل من الأحلام فقط.

فقال لها: آه ..... وكأنك تسكنين في حلمي... هات يدك يا حبيبة، ولنمتطي قوس قزح الذي سيوصلنا إلى بيتنا الجديد في مملكة الأحلام حيث في انتظارنا حياة رائعة لكي نعيشها، أنا وأنت وقليل من الأحلام فقط.

إذن، لقد ذهبا شخصين عاشا لبعضهما. سطرا أسطورة في العشق تفني ذاتها كي يولد العشق من جديد.....

لقد ذهبا روحاً واحدة في جسدين وقلباً واحداً لهذه الروح.



مثنــــى أبو لطيف

مشكوووووووور يا غالي يعطيك العافية